قصيدة مؤثرة لشاعر فقد زوجته

قصيدة مؤثرة لشاعر فقد زوجته


بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيدة لأحد الشعراء العرب قالها بعد أن فقد زوجته
من نصف قرن ونيف قد أنست بها في خير عيش فلا هــــــم ولا كدر
اذا طغا الخطب واســــودت نوازله تبســـــــــمت فتجلى ليله العكر
كانت ضمـــاد جروحي وهي دامية هي الحياة هي الدنيا هي العمر
يانـفـحة من جـــــناب الله طـيـبـة مسكية العرف يزكو عرفـها العطر
قدســـية الروح أطــهار عرائقــها لم يئن من عزمها ســــــقم ولا كبر
طـهر الضمـير فـلا غـل ولا حســد عف اللســـــــــان فلا لغو ولا هذر
سمحــــــاء طيبة الأعراق من مضر سموا كأن لهم فوق الســـــــها وطر
ابائها الطــهر احيا في ضمــــائرنا كأنما القوم ما ماتو ولا قبروا
لما توارت وحطـــــت في مضاجعهم ضاءت بهم وتســـــامت فيهم الحفر
كانت مثالا من التقوى لــــها صـلة بالله أخــــــــــــلاقها القران تزدهر
هالوا التراب عليها وهي نيــــــرة كالشمس تحت ســـحاب الأفق تستتر
يا ربــة البيت يامشـــكاة بهجته العيش بعدك مــر كله صـــــبر
في كل زاويــة مـنك بـــه اثـــــــر اذا مررت عليه يبــكي الأثــــــــــــر
كـانـت لــنا فــيه اوطــار تـعلـلـنا وباختـفـائـــك عنه انتـهى الوطــــــر
وحـولـنا في زوايـــاه لــنا شـــجر فروعها أينعت منـــــــــــــا لها ثمر
مازال مـنك بأفـكاري وفي بصــري وفي سويداء قلبي تظهر الصــــــــــــور
تسّودّ في عـيني الدنـيا إذا خطرت كأنما الكون لاشمس ولا قمــــــــــــــر
بكيت أريان وانهالـــــت مدامعها وكـاد يـبكـيك مـن جـدرانــــها الحجر
وناح ريمان واهتزت جـــــــوانبه وكـــاد للهول والمأســــــــــــاة ينفـطر
عشنا عليه زمـــــــانا في شبيبتنا والدهر ســـــــــــلم فلا خوف ولا خطر
كأنا ساحاته العليا لـــــــنا حرم لا لهـــــو في عـيشنا فيه ولا بطـــــــر
مازلت اذكر فيه خـطـونا وأنـــا وأنت نحبو إلى أن عـاقـنـا الكــــــــبر
أصداء أقدامنا فيها لــــــــه نغم وخــطونـا لم يـزل فبــــــــــها له اثر
إن انس لا انس أسفارا لنا جمعت حيــــــــــــــاتنا وخطا أعمارنا سير
سـت وخمسون عاما كلها ســــفر ألقيت فيها عصاك وانتهى السفــــــــــر
أما أنا فعصا الترحـــــال تدفعني لـلـخـطـو في الـدرب مـرسوم لـــها القدر
ماذا ورا الموت ما سر الحياة فقد تاهــــت بأســــــــرارها الألباب والفكر
ماذا ترين وراء الموت هل كشفت لـــك الحـقـيقة عـمـا تحـــــــجب الستر
جحافل الموت تمضي وهي مسرعة فـــــــــــيها العظات وفيها للورى عـبـر
ورقدة الموت طي القبر دائــــــمة لا صحـــــــــــو فيها ولا نوم ولا سهـــر
لا امس فيها بذاكرة يحركـــــها ولا غـــــــــد بأمانيه له اثــــــــــــــــر
ان الحياة وان طالت لها أمـــــــد حتى بــــــــه ينتهي الترحال والسفــــر
استقبلتك من الرحمن رحمتـــــه دامــــــــــــت عليك الى ان يحشر البشر
صلى الإله على قبر نزلت بـــــه ما طـاف بالـبـيـت أقــــــوام وما اعتمروا